حكاية عجوز السيدة مارغريت

حكاية, عجوز, السيدة, مارغريت,

💖 حكاية عجوز السيدة مارغريت 💖

تدور القصة حول سيدة عجوز تعيش وحيدة في بيت صغير بعيداً عن الضوضاء والإزعاج في المدينة، تحب الاستماع للطبيعة والقراءة، لكن حياتها تتغير بعدما تلتقي بشاب يعمل في محطة الوقود القريبة من منزلها، ويصبحوا أصدقاء. يزور الشاب السيدة مارغريت بانتظام ويساعدها في الأعمال المنزلية، كما يحضر لها الكتب التي تحب القراءة، تنتقل السيدة مارغريت من الحزن والوحدة إلى السعادة والاندماج الاجتماعي .

قَبْلَ عِدَّةِ السَنَوَاتْ . كانَتِ السَّيِّدَ مَارْغَرِيت تُحِبُّ الْحَياةَ الْهادِئةَ وَالْإِسْتِرْخاءَ وَالتَّمَتُّعَ بِالطَّبِيعَةِ الْمُحِيطَةِ بِهَا ، وَقَضاءِ وَقْتِهَا في الْقِرَاءَةِ وَالْحِيَاكَةِ وَمُشَاهَدَةِ الطُّيُورِ الَّتِي تُحَلِّقُفِ السَّماءْ .

وَكُلَّ مَا مَرَّ الْوَقْتُ ، كُلَّ ما تَعَلَّقَتِ السَّيِّدَ مَارْغَرِيت بِحَدِيقَةِ مَنْزِلِهَا الصَّغِيرْ ، وَعِنْدَما تُشْرِقُ الشَّمْسُ فِي الصَّباحِ تَسْتَيْقِظُ وَتَرُو حُ إِلَى الْحَدِيقَةِ لِلْعِنايَةِ بِالزُّهُورِ وَالنَّبَاتَاتْ ، وَتُشاهِدُ الْفَراشَاتِ وَالنَّحْلِ وَالطُيُورِ الَّتِي تَأْتِي لِتَسْتَأْنِسَ مَعَهَا .

وَكانَتِ السَّيِّدَ مَارْغَرِيت تَشْعُرُ بِالْحُزْنِ عِنْدَمَا تَرَى أَنَّ أَحْفادَهَا لا يَزُورُونَهَا كَثِيرًا ، وَلَكِنَّها تُحاوِلُ دائِمًا الْإِسْتِمْتَاعَ بِالْحَياةِ وَالْبَحْثِ عَنِ الْإِيجابِيَّةِ فِي كُلِّ يَوْم . وَتَحْتَفِظُ دائِمًا بِابْتِسامَتِهَا الدَّافِئَةِ الَّتِي تُشْعِرُ بِهَا الْأَرْواحَ حَوْلَهَا بِالسَّعادَة .

وَفِي أَحَدِ الْأَيَّامْ ، إِنْتَقَلَ شابٌّ جَدِيدٌ إِلَى الْمِنْطَقَة ، وَأَحْضَرَ لَها الْبَعْضَ مِنَ الْأَطْعِمَةِ الْلَّذِيذَة ، وَأَخَذَ الْوَقْتَ لِلْجُلُوسِ وَ الْحَدِيثِ مَعَهَا . وَكانَتِ السَّيِّدَ مَارْغَرِيت سَعِيدَةً جِدًّا لِتَلَقِّي هَذِهِ الْلَّفْتة الطَّيِّبَ ، وَالتَّعَرُّفُ عَلَى شَخْصٍ جَدِيدٍ فِي حَيَاتِهَا .

وَبِمُرُورِ الْوَقتْ ، أَصْبَحَ الشَّابُّ الْجَدِيدُ صَدِيقًا مُقَرَّبًا لِلسَّيِّدَ مَارْغَرِيت ، وَكانَ يَزُورُهَا بِانْتِظَامْ ، وَيَأْخُذُهَا لِلتَّنَزُّهِ وَيُقَدِّمُ لَهَا الْمُساعَدَةَ فِي الْحَدِيقَةِ وَفِي الْأَعْمالِ الْمَنْزِلِيَّة . وَبَدَأَتِ الْحَياةُ فِي الْمَنْزِلِ الصَّغِيرِ تَتَغَيَّرْ ، وَأَصْبَحَتِ السَّيِّدَة مَارْغَرِيت تَشْعُرُ بِالْحَيَوِيَّةِ وَالنَّشاطِ مَرَّةً أُخْرَى ، وَقَدْ عادَتِ الْبَهْجَةُ وَالْفَرْحَةُ إِلَى حَيَاتِهَا.

وَبِالرُّغْمِ مِنْ أَنَّ السَّيِّدَة مَارْغَرِيت لا تَزَالُ تَعِيشُ وَحِيدَة ، إِلَّا أَنَّهَا تَشْعُرُ بِالسَّعادَةِ وَ الرَّاحَةِ النَّفْسِيَّةِ بِسَبَبِ وُجُودِ الشَّابِّ الْجَدِيدِ فِي حَياتِهَا ، وَالَّذِي يُشْعِرُهَا بِالْحُبِّ وَالْإِهْتِمامِ الَّذِي تَفْتَقِدُهُ مُنْذُ وَفَاةِ زَوْجِهَا.

وَتُدْرِكُ السَّيِّدَ مَارْغَرِيت الآنَ أَنَّ الْحَياةَ مَلِيئَةٌ بِالْفُرَصِ وَالْمُفَاجَآتْ ، وَأَنَّ الْأُمُورَ لا تَحْدُثُ دائِمًا بِالطَّرِيقَةِ الَّتِي نُرِيدُهَا ، وَلَكِنْ يُمْكِنُنَا دَائِمًا الْعُثُورْ عَلَى السَّعَادَةِ وَ الْأَمَلِ فِي أَشْياءٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعَ .

وَبِهَذَا ، تَنْتَهِي قِصَّةُ السَّيَّدَ مَارْغَرِيت ، الَّتِي تَعْكِسُ قُوَّةَ الرُّوحِ الْإِنْسانِيَّةِ وَالْقُدْرَةَ عَلَى التَّأَقْلُمِ مَعَ التَّغْيِيرَاتِ فِي الْحَياةْ ، وَتَعَلُّمِ كَيْفِيَّةِ الْإِسْتِمْتَاعِ بِالأَشْياءِ الْبَسِيطَةِ فِي الْحَياةْ ، وَ الْعُثُورِ عَلَى الْفَرْحَ فِي كُلِّ يَوْمْ .